اغلاق
اغلاق

ما هي معايير التقييم عند "اليسار "في المشهد الافغاني؟

WAZCAM, تم النشر 2021/08/17 11:22

ما هي معايير التقييم عند "اليسار "في المشهد الافغاني؟؟؟؟

 

بقلم: سهيل دياب

 

كنت شابا يافعا عند اندلاع الثورة الاسلامية في ايران عام ١٩٧٩، واذكر جيدا النقاشات التي دارت بين اوساط اليسار حول طبيعة الثورة ومن ستخدم، وانقسمت الاراء ( ليس بالتساوي)، داخل اليسار حول نقطه مركزية اساسية: هل الثورة في ايران تدفع النضال للتحرر ضد الاستعمار ام تعيقه؟.

هنالك من اعتقد في حينه أن الحكم الصاعد في ايران هو اسوأ من حكم الشاه المدعوم امريكيا، وأن هذا التطور سيضر حتما في اليسار وقوى التحرر،، وساد هذا الرأي لسنوات طويلة، حتى جاءت أحداث مفصلية، كالعدوان على لبنان ١٩٨٢، والاجتياح الامريكي للعراق ٢٠٠٣، واحداث سوريا ٢٠١١، لتضع النقاط على الحروف، مؤكدة المعايير الاساسية التي يجب ان توجه اليسار في تحليل مثل هذه الاحداث...!!

 

1. المعيار الاول والاساسي: هل الانعطاف الحاصل موجه ضد الامبريالية الامريكية والعالمية، ام انه يصب لمصلحتها..!

2. من هي الاطراف المستفيدة من الانعطاف، اقليميا وعالميا!

3. كيف يرى الشعب الواقع في الازمة( في هذه الحاله الشعب الافغاني) الاحداث وما آلت اليه الامور!

ومنذ فترة تفوق السبع سنوات، يتوحد اليسار بتقييم اكثر واقعية لدور الثورة الايرانية في مجمل توازن القوى الاقليمي والعالمي، رغم النواقص الكبيرة في مجمل الحقوق المدنية والديمقراطية المشوبة هناك.

 

في المشهد الافغاني:

 

ذهلت وانا أقرأ عدد من التقييمات الشعبوية لما جرى في افغانستان، وتمثلت بطروحات الخص جزء منها:

 

1. هنالك من وضع "المجرم " الامريكي بنفس المرتبة مع "ظلامية" طالبان.. ونسوا ان الامريكان هم غزاة ويسعون لمصالحهم ولا يأبهون لا للشعب الافغاني ولا لديمقراطية مجتمعه، بينما طالبان، مهما كان تقييمنا لها، تبقى جزء هام من النسيج الاجتماعي- السياسي الافغاني، وهم سكان البلد الاصليين، ويجب عدم التدخل الاجنبي باي قرار بشأنهم،ما دام الامر لا يضر بدول وشعوب الجوار.

 

2. هنالك من يريد ان يتشبث بنظرية المؤامرة، وان كل شيء منسق مسبقا بين الامريكان وطالبان، وهكذا..

انا لا انفي بعض المعطيات المحقة في هذا التوجه. ولكن الاساس، هو ان امريكا والناتو فشلوا فشلا ذريعا في افغانستان، كما فشلوا قبلها في الفيتنام، وسيفشلون في العراق وسوريا وفلسطين. والامريكان يريدون الان الاستفادة القصوى من الوضع القائم ل "تقليل الاضرار"، وليس اكثر.

 

طالبان الى اين؟؟

 

امام طالبان امكانيتان الان: هل تسير وفق النموذج الايراني، ببناء دولة المؤسسات، والنظام المدني، والمواظبة على مواجهة الامبريالية الامريكية والناتو ، وتتعاون مع دول الجوار من الصين الى ايران، مرورا بروسيا والباكستان وطجكستان!، أم ستتبع النموذج الذي قد فشل مرارا، النموذج الداعشي، المتحالف مع الغرب، ويتعاون مع انظمة العار في السعودية، والامارات وتركيا، ويعود بالمنطقة الى المربع الاول؟؟

 

لا شك ان طالبان اليوم ليس طالبان الامس، والاقليم اليوم ليس اقليم الامس..!!

الايام سترينا ما نحن جاهلون..!!

heightقد يهمك ايضا